مرحبا أصدقائي
:) أنا كتير سعيدة بوجودكم في مدونتي الآن.
إسمي ولاء, أم لطفلين أعمارهم 5 و 3 سنوات معلمة علوم و موجهة منتسوري ولدت و عشت في لبنان لكن أنا موجودة الآن في استراليا.
التعليم كان بالنسبة لي المهنة التي كنت أود أن أمارسها عندما أكبر, لم يأتي شيء بالصدفة. الهدف هو التعليم لكن الرؤية نضجت أكثر كلما نضجت أنا أكثر. كنت أظن أن التعليم فقط يكون بين جدران المدرسة و الصف و أن المعلمة هي المصدر المعلومات الوحيد, و لكن في رحلتي الدراسية كطالبة, لطالما سألت نفسي: " لماذا أدرس كل هذه المعلومات؟ بماذا ستفيدني في حياتي اليومية؟ في حياتي الإجتماعية و على مستوى المهارات؟" لكن طبعا لم يجبني أحد على سؤالي سوى الجواب المعتاد التقليدي, "أدرسي لكي تنجحي".حسناً, و ماذا بعد ذلك؟
أكملت رحلتي التعليمية بدراسة العلوم الجينية و حصلت على الماجستير بها. حين تخرجت, مارست مهنة التعليم في مدرسة و معهد خاص لأتفاجئ بنفس التعليقات, الأفكار و التذمّر. الطلّاب يسألون السؤال نفسه: " لماذا ندرس هذا؟", "أنا لا أحب هذه المادّة", " بما ستفيدني هذه المعادلات الصعبة في حياتي". و للأسف وجدت نفسي أردد كلمات أنا غير مقتنعة بها بالأساس لكن لا أعرف غيرها: " أدرس لكي تنجح".
أحسست بشعور سيء حقيقة و شعور بالعجز. شعرت و كأنني أقتل إبداع الطلّاب و أضعهم ضمن صندوق محكم. فمنهم من كان مهتما بالرياضة و منهم من كان مهتما بالروبوتيك. لكن كل ذلك غير مهم! فقط أدرس لكي تنجح.
تركت بلدي لبنان و انتقلنا الى استراليا, و قلت لتفسي أنني لا أريد أن يعيش أطفالي هذه المعاناة. لا أريدهم أن يدرسوا أشياء لا يعرفوا لما يدرسونها. قرأت الكثير من الكتب و شاهدت المحاضرات لأكتشف بعد ذلك, أن التعليم لا يجب أن يكون على هذا الشكل! .
التعليم لا يحدث بين أربعة جدران, بساعات طويلة خلال النهار تستنفذ طاقة الطفل, يتلقى فيها معلومات بشكل تلقيني بامتياز من المعلّمة دون أن يفكر, معلومات هو بالأساس لا يبدي أي إهتمام بها, فأصبح كأنه بنك معلومات ممكن أن يحفظها فقط و يسترجعها دون أن يحللها و يفكر بها بشكل نقدي! بل فقط لكي يحصل على علامة جيدة في نهاية العام الدراسي, هل حدث معك هذا يوما ما؟:( أنا نعم :] !,, و الأخطر من ذلك أن الطالب يخرج من المدرسة لا يحب التعلّم لا بل يكرهه إلى حد كبيرلأنه كان مرغم عليه لمدة إثنا عشر عاما من حياته دون أية سبب وجبه من وجهة نظره.
التعليم بالنسبة لي هو بأهمية الطعام و الشراب, و هو ما ميّزنا الله به عن باقي مخلوقاته, القدرة على التفكير و التعلّم و التقدّم في هذه الحياة. المهم أن نتعلّم ما نحب, بالطريقة التي نحب و أنا متأكدة تماما أننا سنبدع بما نحب. هذا ما أسعى الى زرعه في أطفالي, حب التعلّم و ليس حب العلامات.
و لأن تعليم أطفالي هو أولوية بالنسبة لي درست منهج المنتسوري لشدة إعجابي به و توافقه مع معتقداتي عن التعلّم. هذا المنهج القائم على التعلّم من خلال الإستكشاف, طرح الأسئلة و إرتباط الطفل بالمحيط الذي يعيش فيه و فهمه له, و الذي يوفر بيئة تعليمية داعمة تتكيّف مع إحتياجات و إهتمامات كل طفل مما يسهم في نموه و تطوره بشكل متوازن.
في هذه المدونة ستجدون كل الأنشطة , المعلومات و النصائح التي أقدمها لأطفالي لتقدميها لطفلك و التي ساعدتني على تطبيق منهج المنتسوري مع أطفالي في المنزل
فمن خلالها رح تساعد طفلك على تنمية مهاراته اللغوية الرياضيات و الحسية,تعزيز إبداعه و مهاراته الفنية و التعلّم بطريقة ممتعة و جذابة.
تذكر دائما أن طفلك فريد من نوعه و يملك قدرات خاصة, لذلك راقب احتياجات طفلك و تعديل الأنشطة لتناسب قدراته و إهتماماته.
لا تترد في مشاركة تجاربك معي في التعليقات, بيسعدني تبادل الأفكار و الخبرات مع جميع الأمهات و الآباء و أن تتابعي حسابي على إنستغرام
مع خالص الشكر و التقدير
ولاء